بانوراما طرطوس- عبد العزيز محسن:
لا تبدو الصورة واضحة تماماً حول المنهجية الجديدة المتبعة في تعامل الدولة مع المشروعات الصغيرة والمتوسطة وخصوصاً فيما يخص المشاريع الجديدة أو التي يرغب المواطن إقامتها…. مع التنويه بأن هذا النمط من المشاريع يختلف عن المشاريع الاستثمارية ولا تشملها التسهيلات والإعفاءات ولا تحقق الشروط الواردة في قانون الاستثمار وتعديلاته.
المؤكد بأن المشروعات الصغيرة والمتوسطة تشكل اليوم العصب الأساسي للاقتصاد وهي مشاريع حيوية مولدة للنمو الاقتصادي الحقيقي ناهيك عن احتضانها للعدد الأكبر من القوى العاملة.. ورغم هذه الأهمية وهذه المكانة إلا أنها –للأسف- لم تلقى الاهتمام والتشجيع الكافي من الدولة لتوسيع رقعة انتشارها وزيادة عددها ونوعيتها..
هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة خرجت منذ حوالي العامين من عباءة وزارة الشؤون الاجتماعية واحتمت بعباءة وزارة الاقتصاد والتجارة وهي عباءة “مدللة” إلا أن هذا الدلال لم يظهر جلياً ولم ينعكس على أرض الواقع حتى الآن باستثناء محاولات لبعض فروع الهيئة بإقامة اتفاقيات مع بعض الشركات وإعادة إحياء برنامج “التدريب من أجل التشغيل المضمون” بالإضافة الى برنامج اخر للتدريب والتأهيل بدون التزام بالتشغيل..
اما الجديد فهو دخول الهيئة على خط دعم تسويق منتجات هذه الشركات بإقامة معرض لتسويق منتجاتها، وكانت اولى دوراته في محافظة طرطوس بمشاركة ٦٤ شركة من مختلف المحافظات السورية… والحدث رغم أهميته لكنه لا يعبر عن دعم حقيقي ولا اعتقد انه اقصى ما تطمح إليه الهيئة.. فغالبية الشركات المشاركة لا تحتاج فعلياً الى مثل هذا “الدعم” اذا افترضنا انه يدخل تحت تصنيف الدعم، وبالتالي يجب ان يكون التركيز على جانب آخر يتعلق بالمساهمة في ايجاد حاضنات أعمال لمساعدة الراغبين والطامحين بتحسين وتحديث مشاريعهم القائمة أو بمساعدة من يرغب من المواطنين في إقامة مشاريع خاصة بهم وهو الجانب الأهم الي يجب أن تقوم به الهيئة بالإضافة طبعا إلى توفير وتأمين المساعدة الفنية وصولاً الى المساهمة في ايجاد التمويل اللازم والإقراض المصرفي اللازم لإقلاع هذه المشاريع.. اما الأمر الآخر فهو الدور الذي يمكن أن تلعبه الهيئة على صعيد تدريب وتأهيل العمال والموظفين الراغبين في دخول سوق العمل وهو ما تقوم به الهيئة حالياً ولكنه يحتاج الى المزيد من الاهتمام والدعم والتشبيك الأفقي والعمودي مع قطاع الأعمال على أسس مؤسساتية قوية مدروسة وليس فقط على العلاقات الشخصية..
أخيراً.. نأمل أن نشهد قريباً انطلاقة قوية لعمل هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وأن يمتد نشاطها وأعمالها لتصبح بمثابة مظلة الآمان والضمان للمشاريع القائمة والوليدة، والمشجعة والمحفزة للمشاريع المنتظرة القادمة..