تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يؤدي صلاة عيد الفطر في رحاب جامع التقوى بدمشق الرئيس الأسد يؤكد خلال لقائه عدداً من كبار علماء الشام دور المؤسسة الدينية بترسيخ الاستقرار من خلال ... الرئيس الأسد والسيدة الأولى يشاركان في إفطار جماعي بالمدينة القديمة في طرطوس الرئيس الأسد يلتقي المدرسين الفائزين بالمراتب الأولى في المسابقة العلمية التي أقامتها وزارة التربية الرئيس الأسد يلتقي ضباطاً متقاعدين: استثمار النضج والمعرفة والخبرة المتراكمة لخدمة الدولة والمجتمع الرئيس الأسد خلال لقاء مع أساتذة اقتصاد بعثيين من الجامعات العامة: الدعم يجب أن يبقى والنقاش لا يتم ... الرئيس الأسد يصدر القانون رقم ( 12 ) الخاص بحماية البيانات الشخصية الإلكترونية الرئيس الأسد يصدر مرسومين بتنفيذ عقوبة العزل بحق ثلاثة قضاة الرئيس الأسد يتسلم دعوة من ملك البحرين للمشاركة في القمة العربية القادمة التي ستعقد في الـ16 من أيار... وافق على رفع تعويض طبيعة العمل الصحفي.. مجلس الوزراء يناقش واقع الشركات المدمرة جراء الإرهاب لإعادة ...

البلاستيك… سمّ قاتل ويستخدم يومياً! انتشاره يتزامن مع أمراض لم تكن معروفةً من قبل وغياب الوعي الصحي يسهّل استخدامه بكل أنواعه

بعدما باشرنا العمل في هذا الموضوع أصبحنا نشعر بأن كل ما نستخدمه غير صحي وغير مضمون الاستخدام! والمعلومة الأكثر مفاجأة ورعباً هي أن العبوات المخصصة للماء والمشروبات لا يجوز استخدامها بعد تفريغ محتوياتها، ومن يدري ما هو عدد المرات التي يتم فيها استخدام عبوات الماء وعبوات المشروبات الأخرى؟ وأسوأ ما في الأمر هو أن أغلب المحلات تعيد استخدام هذه العبوات على مرأى كل أنواع الرقابات، فالاستراحات تقدم الشاي الساخن في العبوات البلاستيكية، وبائعو الفول يضعون الفول المغلي في أكياس من النايلون وأكثرها من النوع الضار جداً، بل إن هنالك من يتحدث عن أنواع من أكياس الخبز نوعيتها غير محسومة الأضرار بطريقة توحي بأن القضايا الصحية ليس لها من يحميها، بل إن مدير أحد المعامل الخاصة بتصنيع النايلون أكد أن إدارة أفران عامة هي من طلبت منه تصنيع الكم على حساب النوع من أكياس النايلون!
كيميائيون ربطوا بين أمراض ظهرت بالتزامن مع انتشار البلاستيك، وتحدثوا عن أنواع تستخدم لحفظ الطعام برغم أنها مسرطنة.

سهولته وسعره
يقول الكيميائي ناظم ثلاج- مدير السلامة الكيميائية والمنسق الوطني لاتفاقية «بازل» إن سبب انتشار البلاستيك الهائل هو سهولة تشكيله وكذلك سعر الاقتصادي، فهو يلبي حاجات أو يستخدم بحاجات لا يمكن لمثيله تلبيتها.
اكتشف البلاستيك وانتشر قبل الحرب العالمية الثانية، وكان من المتوقع أن تتمكن الطبيعة من تحليله خلال مدة لا تتجاوز الخمس سنوات، ثم ارتفع توقع معدل التخلص منه إلى 25 عاماً ومن ثم ارتفع إلى 75 عاماً، وآخر التوقعات أنه يحتاج 400 عام حتى تتخلص منه الطبيعة كما قال الكيميائي ثلاج، مضيفاً أن الشائع استخدامه قبل أكياس النايلون هو أكياس الورق الذي يحتاج عاماً واحداً حتى يتحول مع الطبيعة من دون أضرار، لكن المشكلة كما يضيف ثلاج أن هذه الأكياس لا تلبي الحاجة، ففي السابق لم يكن هنالك استخدام لأكياس النايلون حيث كان الشائع استخدام «السفرطاس» مثلاً لنقل الطعام، ولكن الخدمات العملية التي أصبح يقدمها البلاستيك جعلته ينتشر بسرعة برغم أضراره الصحية والبيئية، مثلاً كان يصنع التلفزيون من معدات مختلفة لا يدخل فيها البلاستيك، ولكن كان وزنه يصل إلى 30-40 كيلو غراماً، وهذا حجم كبير وثقيل لقطعة كالتلفزيون، وعندما استخدم البلاستيك في تصنيعه تراجع وزنه إلى 10-12 كيلو غراماً.
وعن أضرار البلاستيك قال ثلاج إن الفترة الطويلة للتخلص منه يسبب مشكلة حقيقية، فالتخلص غير الآمن من البلاستيك «كالحرق» يولد غازات دفينة تضر بسلامة طبقة الأوزون، وتضر بصحة الإنسان، لأن غازات الديوكسينات هي المولد الأول للأمراض الخبيثة «السرطان».
وأكد ثلاج أن وزير الإدارة المحلية شكل لجنة للاستعمال الآمن للمواد البلاستيكية، وذكر أن التصنيف العالمي للبلاستيك يتوزع إلى 7 أنواع:
– بولي إيتيلين، وهذا يستخدم في العبوات البلاستيكية( ماء مشروبات غازية) وهذه يجب استخدامها مرة واحدة فقط، فالتاجر يبيع الماء أو المحتوى وليس العبوة، ولأن هذا لا يطبق أكد ثلاج أنهم دعوا للنظر في استخدام هذه العبوات، لأن المواد البلاستيكية ترتحل إلى المحتوى.
– بولي إيتيلين عالي الكثافة، وهذا قابل للاستخدام أكثر من مرة (بيدونات الماء، وعبوات الكولا، والبيبسي) ويذكر أن ارتحاله شبه معدوم بين مكوناته «الجزيئات البلاستيكية» والمكون الغذائي. – بولي فيتيل كلورايت، كان هذا النوع يستخدم قبل نحو 20 عاماً، وكانت عبواته تتكسر، وهذا ممنوع قطعياً لأنه مسرطن، ويمنع استخدامه مع المواد الغذائية، ولدى هذا النوع خاصية العزل، حيث يستخدم لعزل الأسلاك الكهربائية، وفي قساطل مياه الصرف الصحي. – بولي إيتيلين منخفض الكثافة، وهذا يستخدم لتصنيع أكياس النايلون غير الغذائية، وينصح بعدم استخدامه مع المواد الغذائية، يستخدم في الحقائب، والتيبات. – بولي بروبلين: يعد من أكثر المواد البلاستيكية أماناً ويتحمل الحرارة، وينصح باستخدامه للبارد والساخن وتصنع منه أكياس الخبز، وبعض عبوات الأدوية، والحقن، وكذلك «لهايات» الأطفال «والببرونة»، وتمديدات مياه الشرب وتصنيع الطبقة الداخلية لخزانات مياه الشرب. – بولي استايرن، وهذا يوجد في صناديق الخضر، الفلين، وهذا آمن لنقل الخضر، ولكنه يتأثر بدرجات الحرارة، لذا يعد آمناً من دون تعرضه لدرجات الحرارة، وفي حال تعرضه للحرارة يصبح مادة سامة خاصة عند استخدامه لحفظ الوجبات السريعة، وهنا يصبح سماً حقيقياً، لذا ينصح بعدم استخدامه مع المواد الغذائية أو حتى لعب الأطفال، وللأسف هذا يحصل في جميع محلات الوجبات الجاهزة وعلى مرأى الجميع، علماً أنه ممنوع عالمياً للوجبات السريعة، وأهم استعمالاته للعزل الحراري والصوتي والديكور.
– كل أنواع البلاستيك غير المذكورة سابقاً تصنف تحت بند مواد بلاستيكية مجهولة المصدر، ينصح بعدم استخدامها بأي تماس مباشر مع الغذاء.
ويؤكد ثلاج أن القوانين الحالية تمنع إعادة تدوير البلاستيك بكل أنواعه لأغراض بتماس مع الغذاء والدواء ولعب الأطفال.
قبل نهاية العام
وعن الجهات التي تتابع صحة المواطنين ومنع استخدام الأنواع غير الآمنة أكد ثلاج أنه قبل نهاية هذا العام ستكون التوصيات ملزمة، وأن هنالك لجنة تسمى «لجنة ترميز البلاستيك» ستكون جاهزة للتطبيق قبل نهاية العام، وستكون هنالك حملات توعية، ويؤكد ثلاج أن المطلوب عمل مشترك مع جهات أخرى كالصحة والصناعة والتجارة الداخلية، وكل من غرفتي الصناعة والتجارة، وأن التوعية تحتاج إعلانات مكثفة عن أضرار الأنواع السبعة من البلاستيك. ويرى ثلاج أن هنالك الكثير من الأمراض التي لم تكن معروفة في السابق قبل انتشار البلاستيك كمرض التوحد مثلاً، وأن هنالك ظاهرة الكهرباء الساكنة في الجسم التي تظهر على شكل شرارة غير معروفة أضرارها أيضاً.
أكياس الخبز
يصنع البلاستيك في القطاع الخاص وكذلك العام والقضية الأبرز هي في تصنيع أكياس الخبز التي يتأثر بجودتها أو سوء نوعيتها عامة الناس، مدير عام الشركة الأهلية للمنتجات المطاطية والبلاستيكية الكيميائي أنس ياسين يقول إن هنالك الكثير من الصناعات التي تندرج تحت صناعة البلاستيك من بينها صناعة النايلون، لافتاً إلى أنّ أهم المواد الأولية لصناعة البلاستيك هي «البولي إيتيلن» ولكل نوع من الأكياس موادها الأولية التي تختلف عن الأخرى من حيث الكثافة ودرجة الانصهار، مبيناً أنّ الأكياس الشفافة الموجودة في السوق هي صناعة محلية لكن كل المواد الأولية مستوردة.
وعن سوء تصنيع أكياس الخبز يؤكد ياسين أن الأكياس التي تصنع للمخابز تحتوي على مواد مالئة وكربونات، وهذه تؤثر في النهاية في جودة كيس الخبز وقوة شدته لكن في المقابل سعره أرخص، مؤكداً أنّ المؤسسة تلتزم بالمواصفات القياسية السورية إذ إنها لا تضع كربونات في التصنيع بل من خلال استخدام مواد أولية صافية ونقية لذلك أسعارها مرتفعة أكثر من القطاع الخاص بسبب جودتها، فالشركة ملتزمة بعقد مع إدارة التعيينات لتزويدها بأكياس الخبز، لافتاً إلى عدم قدرة الشركة على تلبية حاجات المخابز، فمثلاً خلال العام الماضي أعطوا المخابز نحو 20 طناً فقط، لأن الشركة تصنع أكياس الخبز لكن بكميات محدودة جداً إذ تنتج سنوياً نحو 150 طناً فقط بينما حاجة المخابز 3000 طن سنوياً، منوهاً بوجود معامل أخرى من القطاع الخاص تنتج تلك الأكياس وتغطي حاجة السوق المحلية.
ولدى السؤال فيما اذا كانت أكياس الخبز مسرطنة قال ياسين إنه إذا استخدمنا مواد أولية نقية فلا يوجد لها ضرر، أما في حال إضافة مواد مالئة بحيث تعطي وزناً بسعر أرخص مثل كربونات الكالسيوم وهي مواد غذائية اذا كانت نقية، لكن ربما تحتوي على شوائب، لكن لا نستطيع القول إنها ضارة بالمطلق لأنها تحتاج دراسات لكي تتم معرفة انحلالها ونسب الشوائب الموجودة فيها، مؤكداً وجود شوائب ضارة ومسرطنة، فهناك شوائب لها أثر تراكمي ووجودها مع البلاستيك يطرح سؤالاً فيما إذا كانت تنتقل مع الخبز، ويؤكد أن هذا الموضوع يحتاج مراكز بحثية لإثبات أو نفي هذا الأمر، لأنه يحتاج معرفة مصدر الكربونات الخامية وأيضاً الشوائب الموجودة فيها، خاصة أن هنالك شوائب ضارة مثل الزرنيخ والزئبق وتوجد أحياناً في الخامات وحتى هناك شوائب «الالتراتريسن» وهذه نسبتها ضئيلة جداً لكنها تراكمية تدخل إلى جسم الانسان وتتراكم فيه حتى تصل إلى حد الخطر، ويؤكد أن هذه الموضوع ليسوا هم من يحددونه، لكنه من اختصاص وزارة الصحة، مع تأكيده على احتمال حدوث مشكلات ما عندما يتعرض الكيس لحرارة قريبة من حرارة الانصهار إذ تدخل لجسم الانسان الذي قد يحتوي على حموض ويحصل تفاعل أنزيمات وفي هذه الحالة قد يؤثر في صحة الإنسان.
وعن أضرار استخدام أكياس النايلون أكدّ أنّ تحللها بطيء جداً، أما أكياس البلاستيك فلا تتحلل لذلك تؤثر في البيئة لكن عبر إعادة تدوير العبوات البلاستيكية يمكن تصنيعها كأكياس قمامة، مشيراً إلى أنه حتى التكرير له نسبة محددة وبعد التكرير عدة مرات يصبح عديم الفائدة والاستخدام، وأوضح أنه لا يوجد تصدير للمنتجات البلاستيكية باستثناء الرقائق الزراعية إذ إن الطاقة الإنتاجية 2000 طن سنوياً، بينما الحد الأقصى للبيع 400 طن، منوهاً بأنه في الإمكان التصدير عندما نكون مصنعين للمواد الأولية ولسنا مستوردين لها مشيراً إلى أنّ المواد الأولية لكل أنواع البلاستيك والنايلون في المنطقة هي من دول الخليج قطر والسعودية. لذلك يعمد التجار إلى إحضارها عن طريق الأردن وتحتاج تكاليف اضافية لذلك أصبحت أسعار المواد الأولية أعلى من دول الجوار بين 20- 30{ae2208bec36715d67341bbae7042be5eb679cae37ba24c471ad449c2c03dcc11} لذلك يصعب تصديرها.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات