تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يتلقّى برقيات تهنئة من قادة ورؤساء دول عربية وأجنبية بمناسبة الذكرى الثامنة والسبعين لع... الجلاء في ذكراه الثامنة والسبعين… تكريس الاستقلال وخيار المقاومة الرئيس الأسد يؤدي صلاة عيد الفطر في رحاب جامع التقوى بدمشق الرئيس الأسد يؤكد خلال لقائه عدداً من كبار علماء الشام دور المؤسسة الدينية بترسيخ الاستقرار من خلال ... الرئيس الأسد والسيدة الأولى يشاركان في إفطار جماعي بالمدينة القديمة في طرطوس الرئيس الأسد يلتقي المدرسين الفائزين بالمراتب الأولى في المسابقة العلمية التي أقامتها وزارة التربية الرئيس الأسد يلتقي ضباطاً متقاعدين: استثمار النضج والمعرفة والخبرة المتراكمة لخدمة الدولة والمجتمع الرئيس الأسد خلال لقاء مع أساتذة اقتصاد بعثيين من الجامعات العامة: الدعم يجب أن يبقى والنقاش لا يتم ... الرئيس الأسد يصدر القانون رقم ( 12 ) الخاص بحماية البيانات الشخصية الإلكترونية الرئيس الأسد يصدر مرسومين بتنفيذ عقوبة العزل بحق ثلاثة قضاة

المعمر “سليم الحامض”.. قرن وربع قرن من التفاؤل والصحة

طرطوس-مها محفوض: 
لم يتلقَّ تعليمه في مدارس، لكن الحياة كانت مدرسته، تعلم منها الصبر والحكمة، واليوم بعد أن بلغ من العمر قرناً وربع القرن، أصبح مدرسة للجيل الشاب في التواضع والمحبة والإخلاص والكرم.
مدونة وطن “eSyria” زارت قرية “العلية” بتاريخ 15 أيلول 2017، والتقت المعمّر “سليم الحامض” ليحدثنا عن ميلاده وعائلته، حيث قال: «يعود تاريخ مولدي إلى عام 1893 في قرية “مرشتة” المجاورة لقرية “العلية” التابعة لريف منطقة “القدموس”، التي أقيم فيها حالياً، وأصل عائلتي يعود إلى جدنا الأكبر “حامد”، لكن بسبب خطأ في قيد النفوس كتبت “الحامض”. أبلغ حالياً مئة وأربعة وعشرين عاماً، وقد تزوجت مرتين؛ زوجتي الأولى توفيت بعد أن أنجبت خمس بنات. أما زوجتي الثانية “وهيبة”، فقد أنجبت ذكرين؛ “محمد” وهو موظف في مصفاة “بانياس”، و”علي” ضابط في الجيش العربي السوري، ولي من بناتي وأبنائي سبعة وخمسون حفيداً وحفيدة أنعم برعايتهم ومحبتهم جميعاً. لطالما عملت في الزراعة؛ فهي مهنتي الأساسية ومصدر عيشي وعائلتي، لكن حالياً وبسبب تقدمي في السن أقوم ببعض الأعمال الخفيفة حفاظاً على صحتي، وهنا لا بد أن أذكر أنني لم أزرْ الطبيب في حياتي إلا مرة واحدة منذ بضعة أشهر بسبب ارتفاع بسيط في ضغط الدم، لكن الآن أنعم بصحة جيدة».
لم يتلقَّ المعمّر “سليم” تعليمه في المدارس، إلا أنه تتلمذ على يد خطيب القرية منذ أن كان صغيراً؛ هذا ما قاله ابنه “محمد الحامض”، ويكمل: «تحت سنديانة القرية القديمة تعلّم والدي القراءة وحفظ القرآن مع عدد من أبناء جيله، فكانت مدرسته الحياة التي تعلّم منها الحكمة والصبر، وتراه دائم الحمد في السرّاء والضراء، خاصة عندما فجع بوفاة اثنين من إخوته في يوم واحد إثر تعرضهما عام 1982 لحادث أليم في “مصفاة بانياس” أودى بحياتهما، ولم أذكر أنني رأيته يوماً غاضباً؛ فهو دائم الابتسامة والرضا، متفائل لأي سبب، وما زال يتميز حتى بعد هذا العمر بروح الدعابة والمزاح، ويضفي جوّاً رائعاً في أي مجلس يحضر فيه».
ويضيف: «حتى اليوم لم يستطع أحد أن يغير من نمط حياته البسيط، فتراه بعيداً عن كل وسائل الحداثة، ومن اللافت أنه لم يعلم أي شيء عن الحرب التي تعيشها بلدنا إلا منذ مدة بسيطة، لكنه لم يبدِ أي نوع من أنواع القلق أو الحزن، بل اكتفى بالقول: (“سورية” منتصرة على كل من يريد بها شراً؛ هكذا عودتنا)، وهذا ليس غريباً على رجل عاصر في بداية حياته فترة الاحتلال العثماني في أواخرها وما رافقها من ظلم وقسوة وتجويع، وما عاناه الشباب في تلك المرحلة عند أخذهم إلى حروب الدولة العثمانية آنذاك “السفر برلك”، ولم يكد يخرج العثمانيون حتى ابتليت البلاد بالاستعمار الفرنسي، وحينئذٍ كان لوالدي دوره في ثورة الشيخ “صالح العلي” التي مثّل “ريف القدموس” أحد أهم معاقلها، فعمل مع رجال ثورة الشيخ كدليل ومراقب لدوريات الفرنسيين لكونه يعيش في منطقة مرتفعة كاشفة جميع الطرق التي تصل ريف “القدموس” بريف “بانياس”».
أما جاره “سهيل عروس”، فقد قال: «كان المعمّر “سليم” ولايزال حتى وهو في هذا العمر مصدر ثقة لكل أهالي قريته وجوارها والمنطقة بوجه عام، وإذا ما نشب خلاف بين طرفين سواء على حدود أو أرض أو منزل أو زواج وخطبة وغيرها يرجع الحل النهائي إليه، ودائماً كان رأيه المصيب، ولطالما اتصف بالكرم الذي لا حدود له، وقد سمي بيته “المنزول” لكل شخص يحل ضيفاً على القرية. ومن الطريف أنه على الرغم من تقدمه الكبير في السن، مازال يحافظ على روحه الشابة ورومنسيته؛ وهذا ما تشاهده عند المرور بجانب شرفته في كل صباح، فتراه يحضر “المتة” بخلطة الزهورات الخاصة به، ويلف السجائر العربية ويقدمها لزوجته “وهيبة” المرأة المسنة أيضاً، يقدّمان الدروس المجانية في الإخلاص والمحبة والتواضع للأجيال الشابة الجديدة».

بانورما طرطوس- مدونة وطنeSyria

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات